المنظومة الإصلاحية بمراكز إصلاح الأطفال الجانحين :
تتولى مراكز إصلاح الأطفال الجانحين إيواء المودعين لديها من طرف السلط القضائية ذات النظر وذلك بهدف رعايتهم وإصلاحهم وتهذيب سلوكهم وتأهيلهم تربويا ومهنيا وإجتماعيا ونفسيا للإندماج من جديد في المجتمع.
وتعتمد مراكز إصلاح الأطفال الجانحين النظام التدريجي بإعتبار نوعية الخدمات المقدمة لكل صنف وعلى أساس التطور السلوكي لدى الطفل الجانح وهي :
نظام الرعاية المركزة :
يعتمد نظام الرعاية المركزة على الرعاية والمراقية المكثفة ويوجه إليه بمقتضى مقرر من رئيس الهيئة العامة للسجون والإصلاح :
- الأطفال الجدد الذين لم تحدد ملامح شخصيتهم.
- الأطفال المدانون بجرائم خطيرة.
- الأطفال العائدون وصعاب المراس.
- الاطفال الذين أتخذ في شأنهم إجراءات تأديبية.
النظام شبه المفتوح :
النظام شبه المفتوح هو نظام يتيح للطفل الجانح التمتع برخص الخروج من مقر مركز الإصلاح المودع به وبالمشاركة في تظاهرات التفتح على المحيط الخارجي وذلك بمقرر من رئيس الهيئة العامة للسجون والإصلاح وينطبق هذا النظام على :
- الأطفال الذين تم درس وضعياتهم من قبل الأخصائيين.
- الأطفال الذين حصل لديهم تطور سلوكي من بين المودعين بجناع الرعاية المركزة والذين إتضح أن لديهم إستعداد لتقبل البرامج الإصلاحية المعتمدة للإندماج من جديد في المجتمع.
النظام المفتوح :
يأوي النظام المفتوح الأطفال ذوي السيرة والسلوك الحسن والمؤهلين للمغادرة ويمكنهم من مواصلة التعليم والتكوين ومن الشغل خارج المركز مع ضمان العودة والإقامة به وقت الفراغ.
ويخضع الطفل في ظل النظام المفتوح إلى المراقبة والرعاية لتأمينه من الوقوع في أخطاء أخرى ومساعدته على الإستقرار في محيطه وتخصص للنظام المفتوح فضاءات مستقلة داخل مراكز الإصلاح .
ويتم وضع الطفل الجانح تحت النظام المفتوح بمقرر من رئيس الهيئة العامة للسجون والإصلاح إعتمادا على تقرير يعده مختص في علم النفس ويعرض على المجلس التربوي ويهم سلوك الطفل المعني وتأهيله النفسي والإجتماعي ومدى قابليته للتأقلم مع المحيط الطبيعي والإندماج فيه.
يمكن التراجع في وضع الطفل الجانح بالنظام المفتوح وإرجاعه إلى النظام شبه المفتوح وذلك بمقرر من رئيس الهيئة العامة للسجون والإصلاح وبإقتراح من المجلس التربي لمركز الإصلاح المودع به إذا ما إتضح عدم إمكانية مسايرة الطفل المعني للنظام المفتوح.
ويتم التعاون مع قاضي الأطفال لتوجيه الأطفال الجانحين إلى مختلف هذه الانظمة بالتدرج إثر قضاء فترة ملاحظة تشفع بدراسة حالة الطفل لتقييم تطوره السلوكي والنفساني والمهني.
مكونات المنظومة الإصلاحية أثناء فترة الإيداع :
الخدمات الرعائية :
الرعاية الإجتماعية :
- إستقبال الطفل وإرشاده وتوجيهه.
- بحث إجتماعي ميداني أو مع عائلته بخصوص وضعيته الإجتماعية.
- تمكين بعض الأطفال من رخص نهاية الأسبوع وفي المناسبات والأعياد الوطنية والدينية.
- رعاية الطفل الجانح إجتماعيا داخل المركز.
- تربية الطفل الجانح وتعويده على حل مشاكله اليومية.
- تدعيم الروابط العائلية بحثّ الأسرة على زيارة منظورها وإقناعها بضرورة إحتضانه عند المغادرة أو أثناء الرخص.
- تكثيف البحوث الإجتماعية الميدانية للأطفال الجانحين المودعين بالمراكز قصد التعرف على حقيقة أوضاعهم الإجتماعية.
- مساعدة الطفل الجانح على مواصلة دراسته بالمركز أو خارجه وتهيئته للإندماج بعد تسليمه لأهله.
- السعي لدى المؤسسات العامة والخاصة لمساعدة الطفل الجانح على إيجاد شغل قار.
- تمكين جميع الأطفال الجانحين من الإنخراط بالهياكل والمؤسسات الشبابية حال مغادرتهم لمراكز الإصلاح.
- متابعة التطور السلوكي للطفل الجانح للإطمئنان على حسن تأقلمه في محيطه العائلي.
- السعي لدى السلط القضائية المعنية لفائدة الأطفال الجانحين وذلك لمراجعة الأحكام الصادرة في شأنهم طبقا لما ينص عليه قانون الأطفال الجانحين.
الرعاية الصحية :
- يجري فحص طبي عام على الأطفال الجانحين المقبولين الجدد كما يقع عرض المرضى منهم على الفحص الطبي كلما لزما الأمر هذا وينتفع الطفل الجانح بمجانية المعالجة بالمستشفيات العمومية التابعة لوزارة الصحة مع توفير الخدمات الصحية الضرورية خلال فترة إيداع.
- يسهر طبيب المركز على الصحة العامة للأطفال الجانحين وذلك بتفقد فضاءات المركز بصفة دورية.
- يمكن للهيئة العامة للسجون والإصلاح الترخيص للطفل الجانح في المعالجة على نفقته بالمصحات الخاصة إذا رغب أوليائه في ذلك.
- إذا ما إتضح أنّ أي طفل جانح يعاني من إعاقة بدنية يتعذر معها لإندماج ضمن المجموعة ومواكبة التكوين والتأهيل يتعين لفت نظر السلط القضائية المعنية والمؤسسات المؤهلة لإحتضان مثل هذه الحالات.
الرعاية النفسية :
- ينتفع الطفل الجانح برعاية نفسية مكثفة تعني خاصة بالتعرف على ملامح شخصيته وإمكانياته الذهنية والبدنية ومدى إنعكاسها على تصرفاته وسلوكه.
- إذا ما تبينت إصابة أي طفل جانح بإعاقة ذهنية تمنعه من الإستفادة من البرامج التربوية والتأهيلية, يتعين لفت نظر السلط القضائية المعنية والمؤسسات المؤهلة لإحتضان مثل هذه الحالات.
- مساعدة الطفل الجانح على تقبل الفضاء الإصلاحي.
- تدعيم الثقة بنفسه وبالأخرين.
برامج التكوين المهني والفلاحي :
يحظى الأطفال الجانحون خلال قترة إقامتهم بمراكز الإصلاح علاوة على خدمات الرعاية الإجتماعية والصحية والنفسانية ببرامج تعليمية وتثقيفية وتكوينية تراعي فيها مستوياتهم المدرسية.
يشتمل التكوين المهني في مختلف الإختصاصات على مراحل تتناسب مع المستويات التعليمية والمهنية للأطفال الجانحين ويقع ضبطها من طرف الهياكل المختصة بالهيئة العامة للسجون والإصلاح وفقا للبرامج التكوينية المعتمدة من قبل الوزارات المكلفة بالتكوين المهني والتشغيل والسياحة والصناعات التقليدية والفلاحة والثقافة.
وتتراوح فترة التكوين بين 3 و 6 أشهر وتختتم بإجراء إخنبار للحصوص على شهادة إثبات كفاءة مهنية مسلمة من طرف الهياكل الوطنية المختصة بالتكوين المهني والفلاحي حيث يتم منح كل طفل أنهى مرحلة التكوين بنجاح شهادة تكوين مهني في الإختصاص الذي تلقاه خلال فترة إيداعه بالمركز وفقا للإتفاقيات المبرمة في الغرض..
تتوفر بمراكز الإصلاح عدد 13 إختصاص في مجال التكوين المهني والفلاحي وهي كالأتي :
مركز الإصلاح | الإختصاصات |
---|---|
مركز إصلاح الفتيات الجانحات بالمغيرة | الخياطة ،التطريز ،المرطبات والحلاقة |
مركز إصلاح الأطفال الجانحين بالمروج | الجلد ، الحلاقة ، الكهرباء ، البناء ، اللحام بالقوس ، الميكانيك وتصليح العجلات |
مركز إصلاح الأطفال الجانحين بسيدي الهاني | البناء ، الحلاقة ، النجارة ، الألمنيوم ، الكهرباء ، زراعة الخضروات ، تربية الأرانب والحدادة. |
مركز إصلاح الأطفال الجانحين بسوق الجديد | النجارة ، الحدادة ، الحلاقة ، البناء والكهرباء |
برامج التعليم العام :
تم بتاريخ 21 أكتوبر 2013 الإنطلاق في تنفيذ برنامج تعليم خاص بالإطفال الجانحين بمختلف مراكز الإصلاح بالتنسيق مع إدارة محو الأمية وتعليم الكبار التابعة لوزارة الشؤون الإجتماعية حيث يتابع الأطفال الجانحون الذين لم يلتحقوا بالمدارس دروسا قصد محو الأمية والتدارك كما يقومون وجوبا بحصص في التربية البدنية بعد إخضاعهم لفحوص طبية تؤكد سلامتهم من كل مرض وتتواصل برامج التعليم العام بمختلف المراكز على إمتداد السنة الدراسية وفقا للبرامج التعليمية المعتمدة من قبل الوزارة المكلفة بالتربية .
يتم تدريس الأطفال الجانحين المواد التالية :
- القراءة .
- الكتابة.
- الحساب.
- التربية المدنية.
- التربية الإسلامية والحياة المهنية.
ويشرف على تنفيذ هذه المواد إطار تربوي تابع لإدارة محو الأمية وتعليم الكبار في كل مراكز الإصلاح.
ويتم توزيع الأطفال الجانحين على ثلاث مستويات :
- الأمي.
- المرتد للأمية.
- العادي.
المراقبة المستمرة :
تتمثل المراقبة المستمرة في إجراء إمتحانات دورية للأطفال الجانحين في مختلف مواد التعليم العام والتكوين المهني بإشراف المكلفين ببرامج التعليم والتكوين وتكون الإمتحانات المذكورة في شكل تمارين كتابية أو شفاهية أو تطبيقية كما تسند مع ذلك أعداد تقييمية خاصة بالسيرة والسلوك داخل المجموعة لكل طفل جانح من قبل مدير المركز
ويرتقي الأطفال الجانحون من درجة إلى أخرى في التعليم العام ومن مرحلة إلى أخرى في التكوين المهني بموجب النتائج المتحصلة عليها عن طريق المراقبة المستمرة حيث يتولى المجلس التربوي النظر في النتائج النهائية.
برامج التنشيط الثقافي والرياضي :
- يتمثل برنامج التنشيط الثقافي والرياضي في تنظيم أوقات فراغ الطفل الجانح بهدف الترفيه عنه وتثقيفه وصقل مواهبه وتهذيب ميولاته.
- هذا ويمكن أن تدور حصص التنشيط في المجال المفتوح من خلال تنظيم تظاهرات ورحلات ومصائف والإشراف على التعليم و التعلم والمكتبات وتقديم العروض الفنية والمداخلات والحصص التحسيسية.
- يتمتع الأطفال بحصص رياضية في إطار التوزيع البيداغوجي الأسبوعي كما تتاح لهم الفرصة بممارسة أنشطة ثقافية وترفيهية خارج أوقات التعليم والتكوين فضلا عن العروض الفنية والمسرحية التي تؤمنها دور الثقافة والشباب والمجتمع المدني.
- تنظيم دورات رياضية ومسابقات ثقافية بين مراكز الإصلاح في المناسبات الوطنية والدينية.
- التفتح على المحيط من خلال الرحلات والمصايف البحرية المتنقلة ومشاركة بعض الأطفال في دورات رياضية خارج المركز.
برامج الإدماج والمتابعة :
بعث برنامج الإدماج سنة 1996 ويهدف إلى تأمين تدخل سليم لهذه الفئة من الأطفال ووضع خطة لمعالجة مختلف الحالات حسب خصوصوياتها وتوجيه المنتفع إلى مسلك إدماج بهدف إنخراطه نهائيا في الدورة الإقتصادية.
ومنذ سنة 2006 تم إقرار تمويل هذا البرنامج عبر آليات التمويل المخصصة لإدماج الفئات ذوي الإحتياجات الخصوصية ضمن الصندوق الوطني للتشغيل 21-21.
مجالات الإدماج :
- بعث مشروع للحساب الخاص (مساعدة مادية في حدود 5 ألاف دينار كحد أقصى).
- التدريب المهني
- مواصلة التعليم أو التكوين المهني.